img
كنت شغوفا و محبا للعمل التطوعي
img
كنت شغوفا و محبا للعمل التطوعي
كنت شغوفا و محبا للعمل الطوعي وحلم العمل في هيئات المجتمع المدني وتقديم العون أمرا لا يفارق الخيال . ولكني افتقر لكل أساسيات التعامل مع هذا المجتمع الذي اسمع عنه ولا أراه. ولا يوجد حولي من اتعلم منه . وكان انتقالي لدراسة الثانوية في منطقة أخرى حدثا جللا بالنسبة لي . التعامل مع شريحة أكبر من الناس يمنحني قدرة أكبر على تلبية رغبتي الملحة في تقديم العون ( رغم اني مازلت في منطقتي الريفية تقريبا ) فالانتقال للمدينة وتوسيع المعرفة العملية والنظرية ترف لا أملكه. ولكني كنت مصرا ، ولذلك كنت مهتما باستغلال كل فرصة متاحة لاستخدام الإنترنت في التعلم والبحث وطرح الأفكار وكان هذا بذخا لايدركه السواد الأعظم من أبناء الريف . وبرغم كل المؤشرات التى لا تنبئ بالخير لم أيأس ولم اتوانى عن المحاولة . كنت اقول لنفسي أحيانا انت في أقصى الدنيا أي منظمة هذه التي ستأتي اليكم لتدريبكم ، يكفي أن تأتي إن جاءت كي تعطيكم . ثم اعود واقول لنفسي: لكل مجتهد نصيب، من يخلص في السعي سيفتح الله له الأبواب. فحينما تستشعر المسؤولية في ذاتك وتكون طموحا للنجاح ، وتسعى مجتهدا كيف تخفف العبء عن أسرتك التي تعبت عليك وعلى دراستك وتتوقع منك ( سواء قالوا أم لا ) أن تكون لهم عونا وسندا ، سيكون لزاما عليك بأن تنجح . وإن تثبت لنفسك قبل الغير انك أصبحت رجلا يعتمد عليه ، وهذا ما يمنحك الطاقة ، وما يثقل كاهلك أيضا بالضغط . في نهاية مارس 2020 كانت البداية ، طلبت مني احدى الاخوات التي بدأت في أحد مشروعات واي فاونديشن بالشراكة مع الشركة الوطنية للتحويلات النقدية أن أساعدها في بعض الأعمال ، ( تفاجأت بأن مثل هذه الشركة تتكبد عناء العمل في الريف ) وكنت محبا للمساعدة بإخلاص وكان نشاطي و مثابرتي محلا للإعجاب من كل الطاقم . اعطوني حينها رابطا لتقديم السيرة الذاتية للعمل التطوعي مع الشركة ضمن متطوعي واي فاونديشن وفعلا كان. وبدأت مشواري في العمل الميداني مع الشركة الوطنية وبنك اليمن والكويت في أحد المشاريع التابعة لمنظمة التكافل الفرنسية في مديريات محافظة تعز. وكان العمل في صرف الحوالات النقدية الميدانية (موبايل تيم )، كانت مسؤولية كبيرة حينها .. و كأول عمل تطوعي يكون الخوف هو السائد ، والحذر في المغامرة وفي اتخاذ القرار يكون صعبا وثقيلا مما قد يدفع المرء للانسحاب، وخصوصا ان كان العمل من بيت لبيت ( DOOR TO DOOR ) . وكانت لتجاوب الشركة مع ظروف كرونا في حينها وهو عمل جديد في النوع وفي الفكرة ، فلم يسبق لأحد أن قام بتطبيقها من قبل ، وهذا ما تميزت به الشركة في مشروع الحوالات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى المستحقين في أصعب الأماكن والظروف . مما يضيف عليك في عملك عبئا آخر في تحمل المخاطرة وأنت تحمل في يدك سندات التبصيم وعلى ظهرك مالا وكثيرا وانت المسؤل عليه ، و تتنقل من بيت لبيت ومن قرية إلى أخرى. وكلما عظمت الهمة تعبت الأجساد في طلب المعالي ، فلكي تكسر هواجسك وتواجه خوفك عليك أن لا تقبل بالمنزلة الدنيا ولتثبت أنك قادر . اسبوع بالتمام والكمال هي فترة صرف المشروع، كانت من اجمل ايام حياتي ، تعلمت واستفدت منها الكثير في أساسيات العمل الميداني و تحمل المسؤولية و الضغوط والعمل بروح الفريق الواحد و ابتكار الحلول وسرعة التصرف واتخاذ القرار لحل المشاكل الطارئة . وكل هذه العوامل تكون سببا في نجاحك وثقة مدرائك فيك ، ملاحظتك الدقيقة والمامك بالتفاصيل و استمتاعك بما تعمل يمنحك القدرة على الابتكار . وفي المشروع التالي أصبحت المسؤول عن الصرف وقيادة الفريق وتدريب الأعضاء، واستطعنا أن نحل ونتجاوز الإشكاليات المكتبية والأرشيفية، ودربنا فريقا جديدا قادرا على التدريب وتأهيل الفرق . انتقلت بعدها للعمل في مشروع جديد تديره الشركة الوطنية وبنك اليمن والكويت وهو المشروع الطارئ لتوصيل الكهرباء التابع لمنظمة الأمم المتحدة للمشاريع والذي عملنا فيه على إيصال المنظومة الشمسية إلى الأسر المحتاجة و المستحقة . وهكذا كل نجاح يمنحك المعرفة والفرصة للعمل في مستوى ومشروع أكبر ، حيث انتقلت بعدها للعمل في مشروع جديد مع الشركة الوطنية وهو مشروع السلل الغذائية الرمضانية التابع لمنظمة الأغاثة الإسلامية بصفتي مشرفا لمحافظة تعز ، وفي نهاية هذا المشروع بدأنا نحصد اول ثمرة للجهد والمثابرة والعمل الجماعي ، وهي استلام اول اكرامية لي من الشركة الوطنية ، مما يمنحك شعورا لا يوصف ، فحجم الإكرامية لا يعني شيئا في مقابل قيمتها الرمزية في التقدير لما تفعل ولما تتقن صنعه ، شعور لايمكن وصفه حينما تستلم أول مبلغ ذو قيمة ووزن في عملك يمنحك القدرة على التغير في نمط حياتك ، يمنحك القدرة على أن تقتني شيئا كنت تريده ، لابتوبا ليعينك في عملك وتنظيم مهامك ، و جهازا محمولا يسهل عليك الكثير من الأعمال . وما أجملها من لحظات حينما تدعوا اهلك أو اصحابك لوجبة غداء عيدية تدفع ثمنها من اول مال لك من عملك ومن عرق جبينك ، تشعر بوجودك أحيانا في أبسط التفاصيل . و لنبدأ بعدها في التوسع و بالأعمال الضخمة في الكمية والنوع و في التمويل وفي زيادة الصلاحيات و الاختصاصات ، مشروع بحجم منظمة الزراعة والاغذية ( الفاو ) تنفيذ واي فاونديشن ، لتكون انت المسؤول الأول و صاحب القرار في التعامل مع السلطات المحلية و اللجان المجتمعية ، وتقوم بتشكيل فرق المسح في القرى والعزل وفرق إدخال البيانات وتقود فريقا كبيرا يربو عن خمسين مشاركا ومشاركة . رقم ليس بسهل يعطيك رسالة عن ثقة واي فاونديشن فيكم فيكون هذا حافزا ودافعا جديدا . ستة أشهر قضيتها في هذا المشروع قمنا بالتجهيز من الصفر وبناء حجر الأساس لهذا المشروع الضخم الذي يستهدف 5520 مزارعا ومزارعة في مديرية المقاطرة . وبعد نجاح هذا المشروع تأتي الخطوة التالية لحصولي على وظيفة و الأكبر في انتقالي بعد نجاحي في العمل التطوعي للعمل في المدينة كأول دخول لي إلى عالم المدن ومن بوابة العاصمة التجارية عدن وتوديع العمل بالأرياف بشكل مباشر إلى أجل ( ومازلنا في خدمة المجتمع وان اختلفت المسميات والأماكن )، دخلت إلى العاصمة التجارية كموظف مختص في الشركة الوطنية للتحويلات النقدية و التى لا أزال أعمل فيها - وافتخر بذلك - حتى الآن، ومازال طموحي لا يهدأ . شعيب أنور محمد فارع

أخبار المؤسسة مشابهة

imgSuccess Stories
26
26
منذ سنتين
imgSuccess Stories
كنت شغوفا و محبا للعمل التطوعي
كنت شغوفا و محبا للعمل الطوعي وحلم العمل في هيئات المجتمع المدني وتقديم العون أمرا لا يفارق الخيال . ولكني افتقر لكل أساسيات التعامل مع هذا المجتمع الذي اسمع عنه ولا أراه. ولا يوجد حولي من اتعلم منه . وكان انتقالي لدراسة الثانوية في منطقة أخرى حدثا جللا بالنسبة لي . التعامل مع شريحة أكبر من الناس يمنحني قدرة أكبر على تلبية رغبتي الملحة في تقديم العون ( رغم اني مازلت في منطقتي الريفية تقريبا ) فالانتقال للمدينة وتوسيع المعرفة العملية والنظرية ترف لا أملكه. ولكني كنت مصرا ، ولذلك كنت مهتما باستغلال كل فرصة متاحة لاستخدام الإنترنت في التعلم والبحث وطرح الأفكار وكان هذا بذخا لايدركه السواد الأعظم من أبناء الريف . وبرغم كل المؤشرات التى لا تنبئ بالخير لم أيأس ولم اتوانى عن المحاولة . كنت اقول لنفسي أحيانا انت في أقصى الدنيا أي منظمة هذه التي ستأتي اليكم لتدريبكم ، يكفي أن تأتي إن جاءت كي تعطيكم . ثم اعود واقول لنفسي: لكل مجتهد نصيب، من يخلص في السعي سيفتح الله له الأبواب. فحينما تستشعر المسؤولية في ذاتك وتكون طموحا للنجاح ، وتسعى مجتهدا كيف تخفف العبء عن أسرتك التي تعبت عليك وعلى دراستك وتتوقع منك ( سواء قالوا أم لا ) أن تكون لهم عونا وسندا ، سيكون لزاما عليك بأن تنجح . وإن تثبت لنفسك قبل الغير انك أصبحت رجلا يعتمد عليه ، وهذا ما يمنحك الطاقة ، وما يثقل كاهلك أيضا بالضغط . في نهاية مارس 2020 كانت البداية ، طلبت مني احدى الاخوات التي بدأت في أحد مشروعات واي فاونديشن بالشراكة مع الشركة الوطنية للتحويلات النقدية أن أساعدها في بعض الأعمال ، ( تفاجأت بأن مثل هذه الشركة تتكبد عناء العمل في الريف ) وكنت محبا للمساعدة بإخلاص وكان نشاطي و مثابرتي محلا للإعجاب من كل الطاقم . اعطوني حينها رابطا لتقديم السيرة الذاتية للعمل التطوعي مع الشركة ضمن متطوعي واي فاونديشن وفعلا كان. وبدأت مشواري في العمل الميداني مع الشركة الوطنية وبنك اليمن والكويت في أحد المشاريع التابعة لمنظمة التكافل الفرنسية في مديريات محافظة تعز. وكان العمل في صرف الحوالات النقدية الميدانية (موبايل تيم )، كانت مسؤولية كبيرة حينها .. و كأول عمل تطوعي يكون الخوف هو السائد ، والحذر في المغامرة وفي اتخاذ القرار يكون صعبا وثقيلا مما قد يدفع المرء للانسحاب، وخصوصا ان كان العمل من بيت لبيت ( DOOR TO DOOR ) . وكانت لتجاوب الشركة مع ظروف كرونا في حينها وهو عمل جديد في النوع وفي الفكرة ، فلم يسبق لأحد أن قام بتطبيقها من قبل ، وهذا ما تميزت به الشركة في مشروع الحوالات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى المستحقين في أصعب الأماكن والظروف . مما يضيف عليك في عملك عبئا آخر في تحمل المخاطرة وأنت تحمل في يدك سندات التبصيم وعلى ظهرك مالا وكثيرا وانت المسؤل عليه ، و تتنقل من بيت لبيت ومن قرية إلى أخرى. وكلما عظمت الهمة تعبت الأجساد في طلب المعالي ، فلكي تكسر هواجسك وتواجه خوفك عليك أن لا تقبل بالمنزلة الدنيا ولتثبت أنك قادر . اسبوع بالتمام والكمال هي فترة صرف المشروع، كانت من اجمل ايام حياتي ، تعلمت واستفدت منها الكثير في أساسيات العمل الميداني و تحمل المسؤولية و الضغوط والعمل بروح الفريق الواحد و ابتكار الحلول وسرعة التصرف واتخاذ القرار لحل المشاكل الطارئة . وكل هذه العوامل تكون سببا في نجاحك وثقة مدرائك فيك ، ملاحظتك الدقيقة والمامك بالتفاصيل و استمتاعك بما تعمل يمنحك القدرة على الابتكار . وفي المشروع التالي أصبحت المسؤول عن الصرف وقيادة الفريق وتدريب الأعضاء، واستطعنا أن نحل ونتجاوز الإشكاليات المكتبية والأرشيفية، ودربنا فريقا جديدا قادرا على التدريب وتأهيل الفرق . انتقلت بعدها للعمل في مشروع جديد تديره الشركة الوطنية وبنك اليمن والكويت وهو المشروع الطارئ لتوصيل الكهرباء التابع لمنظمة الأمم المتحدة للمشاريع والذي عملنا فيه على إيصال المنظومة الشمسية إلى الأسر المحتاجة و المستحقة . وهكذا كل نجاح يمنحك المعرفة والفرصة للعمل في مستوى ومشروع أكبر ، حيث انتقلت بعدها للعمل في مشروع جديد مع الشركة الوطنية وهو مشروع السلل الغذائية الرمضانية التابع لمنظمة الأغاثة الإسلامية بصفتي مشرفا لمحافظة تعز ، وفي نهاية هذا المشروع بدأنا نحصد اول ثمرة للجهد والمثابرة والعمل الجماعي ، وهي استلام اول اكرامية لي من الشركة الوطنية ، مما يمنحك شعورا لا يوصف ، فحجم الإكرامية لا يعني شيئا في مقابل قيمتها الرمزية في التقدير لما تفعل ولما تتقن صنعه ، شعور لايمكن وصفه حينما تستلم أول مبلغ ذو قيمة ووزن في عملك يمنحك القدرة على التغير في نمط حياتك ، يمنحك القدرة على أن تقتني شيئا كنت تريده ، لابتوبا ليعينك في عملك وتنظيم مهامك ، و جهازا محمولا يسهل عليك الكثير من الأعمال . وما أجملها من لحظات حينما تدعوا اهلك أو اصحابك لوجبة غداء عيدية تدفع ثمنها من اول مال لك من عملك ومن عرق جبينك ، تشعر بوجودك أحيانا في أبسط التفاصيل . و لنبدأ بعدها في التوسع و بالأعمال الضخمة في الكمية والنوع و في التمويل وفي زيادة الصلاحيات و الاختصاصات ، مشروع بحجم منظمة الزراعة والاغذية ( الفاو ) تنفيذ واي فاونديشن ، لتكون انت المسؤول الأول و صاحب القرار في التعامل مع السلطات المحلية و اللجان المجتمعية ، وتقوم بتشكيل فرق المسح في القرى والعزل وفرق إدخال البيانات وتقود فريقا كبيرا يربو عن خمسين مشاركا ومشاركة . رقم ليس بسهل يعطيك رسالة عن ثقة واي فاونديشن فيكم فيكون هذا حافزا ودافعا جديدا . ستة أشهر قضيتها في هذا المشروع قمنا بالتجهيز من الصفر وبناء حجر الأساس لهذا المشروع الضخم الذي يستهدف 5520 مزارعا ومزارعة في مديرية المقاطرة . وبعد نجاح هذا المشروع تأتي الخطوة التالية لحصولي على وظيفة و الأكبر في انتقالي بعد نجاحي في العمل التطوعي للعمل في المدينة كأول دخول لي إلى عالم المدن ومن بوابة العاصمة التجارية عدن وتوديع العمل بالأرياف بشكل مباشر إلى أجل ( ومازلنا في خدمة المجتمع وان اختلفت المسميات والأماكن )، دخلت إلى العاصمة التجارية كموظف مختص في الشركة الوطنية للتحويلات النقدية و التى لا أزال أعمل فيها - وافتخر بذلك - حتى الآن، ومازال طموحي لا يهدأ . شعيب أنور محمد فارع
منذ 9 أشهر
img